الشهيد ودود شاكر (ابو رستم ) / الفقيد شاكر كريدي – ابو لينا

كوني لا املك معلومات كافية ودقيقة وذاكرتي وحدها لاتفي بالغرض بالكتابة عن شهداء اسمائهم فارقتنا ولكن بقيت ذكراهم وبالاخص مع شهداء عشنا معهم ايام صعبة وظروف قاسية. ودود عزالدين شاكر (ابو رستم ) من مواليد عام 1958 نقلا عن النصير جمال علي (أبو انجيلا) له أختان واخ واحد كان يتيم الوالد حين تعرفت عليه أيام الدراسة الثانوية حيث انا كنت اتقدم عليه بسنتين دراسية تعرفت عليه حين كنا أعضاء في أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ، كان نشطاً في المساهمة في فعاليات الاتحاد وكذلك احدى أخواته التي لايمكن نسيانها لنشاطها الاستثنائي والذي أدى الى أعتقالها لعدة مرات ولاأعرف مصيرها ، وهو من سكنة بغداد شارع الوثبة وتم أفتراقنا بسبب دراستي في جامعة البصرة ولكني كنت أتابع اخباره من خلال رفاقي في بغداد وللأسف لم أستطع لقائه في كردستان حيث كنا في مفارز مختلفة الى أن سمعت بخبر أستشهاده البطولي ، بالاضافة الى دراسته المسائية كان يعمل حمال كي يعيل عائلته المناضلة وكان خير عون لاخواته لاكمال دراستهن ، كان الشهيد ابو رستم رياضيا حيث حاز على بطولة العراق بكرة المنضدة لدورتين، التحق بحركة الانصار عام 1980 كان أمر فصيل في السرية المستقلة وهي احدى السريا التي تعمل في منطقة دشت (سهل الموصل ) من الانصار الشجعان والمتحمسين للعمل العسكري استشهد غدراً بالقرب من قرية ميروكي في سهل نهلة (باكرمان ) على يد مفرزة من الجحوش الزيباريين تتالف من (38) جحشاً حاقداً مجرماً وكان معه النصير حازم من دوغات والنصير وسام روى لي بعد عودتهم من مهمة خاصة لمرافقة الشهيد أبورستم لكي يعيد الصلة باحد الركائز الذي هو يعرفه من دشت نهلة الذي كان وقتها لاتوجد لدينا مفارز في هذا الدشت لصعوبة الحركة به وسيطرة الجحوش الزيباريين عليه، خرجنا فجرا من قرية ميروكي في وادي قريب من القرية جلسنا لتناول الفطور حيث كان الشهيد ابو رستم يهيئ البيض المقلي وانا أغسل جواربي وحذائي مركون في جانب مني وبعيد عني لمسافة حزام عتادي وكنا في هذه الحالة لتقديراتنا أن المنطقة شبه أمنة وكان ذلك بحدود الساعة العاشرة صباحاً وهنا واذا بنا نواجه غزارة من النيران حالا أنبطح في مكانه الشهيد أبو رستم من موقع نشاهد به ملامح الاشخاص المهاجمين في الرشقات الاولى ورغم عنصر المبادرة لديهم لم يصب أحد منا ومفاجئة الضربة ولكن بعد خمس دقائق صاح أبو رستم لقد أنجرحت وكان جرحه بليغ في فخذه الايمن ورغم جراحه وجه عدة صليات باتجاه الجحوش، وطلبت منه أن يزودني بشاجور من الطلقات فلم يتوانى عن ذلك فرمى لي شاجوراً، وكذلك طلبت من النصير حازم تزويدي بشاجور من الرصاص وبه استطعت أنا أوجه الطلقات نحوهم وبهذا الوقت بذلت كل جهدي رغم كثافة النيران أن استعيد حزام عتادي، وقتها سمعت أبو رستم يبدو أن جراحه قد أخذ منه مأخذ يصيح (راح أقتل نفسي ) فأجبته بحمية (سوف نفعل بهم كذا وكذا ) وقال عبارة وبصوت متهدج (سلملي على الرفاق) وبهذه اللحظات قد نفذ ماهو مصرعليه لكي لايقع وهو بهذه الحالة بيد الجحوش المجرمين القتلة عليه فوجه بندقيته وما تبقى من طلقات نحو أعز مكان لدى الانسان نحو جبهته ،وبهذا فقدنا نصير شهم وشجاع، لم يتوقف الرصاص فاصبحت مكشوف الظهر لكونهم قد طوقوا المكان من ثلاث جهات ولا يبعدوا عنا سوى مسافة (200) متر فوجدت على بعد ثلاثين متراً مني وادي فلجأت اليه وقمت باطلاق النار الى أن لم يتبق عندي سوى خمس طلاقات أحتفظت بها للمفاجئة وللمصير المجهول، وكذلك كنت أسمع طلقات من قبل حازم بأتجاه الجحوش ولكن لن ننسحب من نفس الطريق حينها سمعت أطلاق نار كثيف ومتواصل بأتجاه مكاننا قدرت حينها أنهم باشروا باقتحام المكان نتيجة لجبنهم وخوفهم أن يكون أحدنا لا زال موجود ، فأنسبحت وحدي وأنا حافي القدمين ولمسير أستمرسبع ساعات الى أن وصلت الى قرية (سيانة) فأخذت حذاء وواصلت المسير الى قرية (أطوش) بها ألتقيت بحازم وبالمفرزة المستقلة التي يقودها الشهيد أبونصير فكلفت مجموعة يقودها أحد أمراء الفصائل وهو النصير مناف (سبهان ملا جياد) للأستطلاع موقع الحادثة ورافقهم النصير حازم دوغات (شاكر أبراهيم سعدون) لكونه شاهد على الحدث ويعرف تفاصيل المكان وعند وصول المجموعة الى المكان وتحديدا مكان أستشهاد أبو رستم فوجودوا الجثمان في مكانه ولكن الجحوش القتلة المجرمين عبروا عن حقدهم وبشاعتهم ولكي يحصلوا على مكافأتهم على وحشيتهم من قبل مرؤسيهم الاكبر حقداً وجرماً سولت لهم نفسهم الحاقدة بفعلة شنيعة لايفعلها ألا من فقد الضمير والانسانية والحقد الدفين ضد من واجههم ووقف بوجههم وأستشهد ببطولة ورغم جرحه النازف من طلقاتهم المباغتة والجبانة وجرحه الذي أنزفه أكثر دماً من بندقيته الذي أدى الى أستشهاده ، أنزفوه دمأً بيدهم الحاقدة والجبانة ليؤكدوا فعلتهم الشنيعة لتكن دليلهم لجريمتهم ، وتم دفنه في نفس مكان أستشهاده بعد توديعه بما يليق بأستشهاده من قبل رفاقه حدث ذلك بتاريخ 12/3/1982