ادارة الصراع السياسي والمسلح ضد خصم متفوق بالعدة والعدد والخبرات يتطلب عقلية متفتحة مرنة لديها الامكانية لتفهم المستجدات التي تحصل موضوعيا ، ومن ثم تحليل تلك المستجدات واتجاهات تطورها وامكانية الاستفادة منها واخضاع ما يمكن إخضاعه لخدمة نضالاتنا. وخيرا مثال على ذلك اختراقات العدو، واقامة العلاقات مع فصائل الجحوش- المرتزقة- وتحيدها. خاصة وان غايتهم الاساس هو الحفاظ على سلامتهم الشخصية ومصالحهم المادية.

لقد نجحنا في اكثر من موقع وزمان في تحييد الكثير من فصائل المرتزقة ، ومنحناهم الاطمئنان بعدم التعرض لهم، قبالة الاستفادة منهم في المعلومات والتسليح والقضايا اللوجستية. أي العمل بمقولة ،،الاكثار من الاصدقاء يصب في مصلحة نجاح مهماتنا،،.

وهنا بالتحديد يبرز دور المستشار السياسي للوحدة العسكرية العاملة في الميدان.

 بالتجربة في عملنا في اربيل، نجاح مهمة المستشار السياسي يكمن في تفهم سياسات الحزب الاساسية  والغرض الاساسي من حمل السلاح. وهل ان ما نقوم به من عمل عسكري، يناسب ويخدم ويتطابق مع السياسة الاساس للحزب ؟ واذا لم تكن البعض من النشاطات لا تتطابق مع السياسة الاساسية ، فالمستشار يلعب دوره في ايقاف العمل والتنفيذ وتصحيح الموقف اذا لزم الآمر لذلك. وخير مثال على ذلك واجهنا في الكثير من المواقف دعوات للوقوف بصف مجموعة ضد اخرى، لكننا رفضنا، بل كان نشاطنا لإيقاف اي صدام مسلح ينشب بين فصيلين.

 مثال آخر على صعيد الافراد كان معنا عدد من الانصار الشيوعيين ولكن لديهم عداوات ومشاكل عشائرية وقضايا دم، لكننا رفضنا محاولاتهم بتنفيذ مقاصدهم بسلاح الشيوعيين. بل سرحنا البعض منهم من صفوفنا.

ربما تكون تشكيلات حركة الانصار الشيوعية قد انفردت بتلك الميزة عن غيرها من التجارب للفصائل الاخرى، التي تعتمد على دور الفرد القائد الاوحد، في تسيير عملها ورسم سياستها ونشاطاتها.

نجاح عمل المستشار السياسي وكذلك الاداري والعسكري يكمن في الاحترام لمفهوم القيادة الجماعية . والاحترام المتبادل الشخصي بين الجميع، ومعرفة كل منهم لمهمته وعدم مصادرة دور رفيقه.

 لقد جسدنا في عملنا في سرية برانتي الفوج الخامس تلك الحقائق افضل تجسيد.

ان تنفيذ اي عمل عسكري لا يتطلب بالضرورة تواقيع السياسي والاداري. حركة المفرزة تتطلب احيانا اتخاذ القرار العسكري الصحيح والسريع والآني، والا تعرضت المفرزة للإبادة. مثلا التخلص من تطويق الموقع، القرية، عبور الطريق، كسر الكمائن، ادارة المعركة المستعرة داخل الموقع- الميدان.

ان اطاعة الأمر العسكري الآني والالتزام به خاصة في مثل هذه الحالات هو الضمانة لنجاحات العمل. وعدم اطاعة الأمر العسكري وتنفيذه يقودنا الى كارثة. كما حصل في كثير من الحالات اطلاق النار من قبل نصير واحد كتصرف فردي، يقوم بكشف مكان رفاقه وجر الويلات عليهم. او عدم انسحاب نصيرا من موقع بالوقت المحدد-  مثل ما حصل في عملية اقتحام المرصد  او الجوي على طريق كويسنجق-قاد الى خسائر جسام في الارواح.او الاصابات.

والامثلة كثيرة على ذلك لا تتسع لها صفحات. والمراد بها هو ان العقل الجماعي،  مفهوم ديناميكي وليس تطبيق حرفي ساذج لمفهوم القيادة الجماعية