نشطت قيادات وكوادر المنظمات الديمقراطية العراقية المتواجدة في حركة الانصار الشيوعيين العراقيين خلال الفترة (1979 – 1989) لإستعادة نشاط هذه المنظمات، والاستفادة من الامكانيات الطباعية المتاحة، والاستعداد الملموس لدى الحزب الشيوعي العراقي لدعم معاودة اصدار الصحافة المركزية لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية واتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي ورابطة المراة العراقية باللغة العربية، وكذلك دعم اصدار صحافة فروع هذه المنظمات في اقليم كوردستان العراق باللغة الكوردية. كما بادر النشطاء العماليون الى اصدار صحيفة لحركة العمال النقابية العراقية، فيما اصدر فرع رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين في كوردستان مجلة بأسم "ثقافة الانصار".

في ظل هذه الاجواء المنعشة لدعم نشاط المنظمات الديمقراطية، وصلتُ الى قواعد الانصار في منطقة "لولان" بمحافظة اربيل في اوائل شهر ايلول من عام 1984، وتقرر ان انضمُّ الى دورة عسكرية لمدة شهر، اقامها المكتب العسكري المركزي للرفاق الانصار الجدد في وادي"دراو" بقيادة الملازم الشيوعي المتفاني "ابو نورس". بعد انتهاء الدورة، تم تبليغي  بقرار المكتب السياسي للحزب: الالتحاق بفصيل الاعلام المركزي، والانضمام بشكل غير متفرغ في قوام هيئة تحرير القسم العربي لاذاعة "صوت الشعب العراقي" السرية، على ان اتفرغ، بالاضافة الى مهامي الانصارية، للعمل ضمن تشكيلة من الكوادر الحزبية المختصة في المجال الطلابي والشبابي، من ضمنهم: الرفيقة الفقيدة بشرى برتو (مرام)، علي رفيق (ابو ليث)، عدنان الجلبي (نزار)، صباح المندلاوي (ابو النور)، محمد عنوز (حجي فلاح)، صفاء العاني (ابو قيس)، "هوكار" و"بروين" من قاطع السليمانية وكركوك، "سامان" المالح من قاطع اربيل، وغيرهم. كانت مهمتنا الاساسية معاودة اصدار صحافة المنظمات الديمقراطية باللغة العربية: "الشبيبة الديمقراطية" الصحيفة المركزية لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي و"كفاح الطلبة" الصحيفة المركزية لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، وكذلك اصدار صحافة فروع الاتحادين في كوردستان العراق باللغة الكوردية.

وبالفعل، تمكنا وبجهود الرفاق الانصار العاملين في مطبعة الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي من معاودة اصدار "كفاح الطلبة" في شهر شباط من عام 1985 بحجم صغير (اربع صفحات نصف ورقة A4) شهرياً باللغتين العربية والكوردية، ولاحقاً اصدرنا "الشبيبة الديمقراطية" بالمواصفات نفسها. كما خصصت "اذاعة صوت الشعب العراقي" السرية امكانية القيام باعداد مواد لـ"ركن الشبيبة والطلبة" واذاعتها اسبوعياً بصوت الرفيق النصيرعلي رفيق (ابو ليث) باللغة العربية وبصوت الرفيقة برشنك سعيد (ئه ستيرة) باللغة الكوردية. تركزت مواضيع الصحيفتين على التحريض ضد ممارسات النظام الدكتاتوري وقادسيته المشؤومة، ودعوة الشبيبة والطلبة الى عدم الانصياع لاوامر السلطة الغاشمة بزجهم في معسكرات التدريب وارسالهم الى محرقة الحرب في جبهات القتال. وبالتزامن مع ذلك سعينا الى توحيد الجهود النضالية من خلال تشكيل لجنة تنسيق عليا بين المنظمات الطلابية والشبابية في كوردستان وعموم العراق، والتي ضمت منظمات مدعومة من حزبنا والاحزاب الكوردستانية، واصدرنا صحيفة "ده نكي قوتبيان ولاوان/ صوت الشبيبة والطلبة" باللغتين العربية والكوردية. اثمرت هذه الجهود ايضاً بقيادة  الجماهير الطلابية والشبابية للتعبير عن موقفها الرافض لاستمرار الحرب الطاحنة والسياسات الدكتاتورية من خلال تنظيم الحركة الاحتجاجية التي عمت الجامعات والمعاهد والمدارس في المدن الكوردستانية، حتى وصلت شرارتها الى المدن العراقية الاخرى.

واصلنا اداء مهام  قيادة الاتحادين ضمن المختصة المركزية للشبيبة والطلبة التابعة للجنة المركزية للحزب، املاً ان يعقد كل اتحاد مؤتمره العام حال توفر الظروف الملائمة وينتخب قيادة جديدة. وهذا ما حصل فعلاً في مرحلة لاحقة، حيث انتظمت عملية عقد المؤتمرات بعد سقوط الدكتاتورية في نيسان عام 2003 ولغاية وقتنا الحاضر.

لقد تسبب الهجوم الواسع لقوات النظام الدكتاتوري ومرتزقته الجحوش من افواج ما يسمى بـ "الفرسان" على مقراتنا القيادية (الاذاعة والمطبعة، المكتب السياسي للحزب، المكتب العسكري المركزي "معم"، مكتب العلاقات المركزية للجبهة الكردستانية، الطبابة المركزية) في منطقة "وادي خواكورك" بمحافظة اربيل، الى التوقف عن اداء كل المهام الحزبية والمهنية، والتركيز على مهمة الدفاع عن جماهير شعبنا المحيطة بتلك المقرات، ومن الانسحاب التدريجي الى قمم الجبال، لاسيما قمة "قبر زاهر"، التي شهدت معارك بطولية اجترحها الانصار الشيوعيون وحلفاءهم من بيشمركة الاحزاب الكوردستانية المتواجدين انذاك في المنطقة، او الذين جاؤوا كدعم من مناطق اخرى. ونظراً لعدم التكافؤ بين القوات الحكومية واعوانها وبين قوات الانصار والبيشمركة، اضطررنا للانسحاب الى قرية "ناوزنك" الحدودية في اواخر شهر اب من عام 1989.

في "ناوزنك"، تمكنا بسرعة، ورغم كل الصعاب، من اعادة اصدار صحيفة "الشبيبة الديمقراطية" وصحيفة "كفاح الطلبة" كذلك، اضافة الى منشورات اخبارية توزع على الانصار والتنظيم المحلي للحزب. وكانت الصحيفتان تصدران بكميات محدودة، حيث يتم تكثيرها من قبل التنظيم الحزبي داخل الوطن وفروع الاتحادين في الخارج.

النصير الشيوعي العدد 37 السنة الرابعة آب 2025