هنا نشأت السرية الخامسة ونشطت فيها

من مذكراته الأنصارية

أسماء المدن والمجمعات والقرى في منطقتي صبنا وبري كاره ، ضمن قضاء العمادية ، والتي كانت ضمن نطاق العمل الفعلي العسكري والسياسي لسرية الخامسة ( سرية هيركي سابقا )                                                                            

كانت هذه القرى والقصبات تتنوع بين مراكز سكنية رئيسية ومحطات دعم لوجستي، وقد شكلت شبكة اتصال قوية بين الأنصار وجماهير المنطقة. كما ذكرت في مقالي السابق، وساعدت هذه القرى وسكانها بشكل كبيرفي توفير المأوى والمؤن والمعلومات الحيوية عن العملاء والمتعاونين مع النظام البعثي الفاشي، وكذلك عن المواقع العسكرية والأمنية في داخل المدن والقصبات. وقد ساعد ذلك بشكل كبير في توجيه ضربات نوعية وموجعة الى قوات النظام في المنطقة .

 وكانت هذه القرى من أهم معاقل السرية الخامسة، حيث امتازت بجغرافيتها الجبلية المعقدة. ونشطت السرية الخامسة في هذه القرى كمراكز ونقاط انطلاق لتنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع الأمنية للنظام. مستفيدة من الطبيعة الوعرة التي وفرة غطاءا طبيعيا ضد هجمات القوات الحكومية .

 يمكننا القول ان منطقتي صبنا وبري كاره كانتا من أهم المساحات في منطقة بهدينان التي احتضنت النضال المسلح للمعارضة العراقية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني ضد النظام البعثي المجرم في العراق. وقد كان للقرى المذكورة دور كبير في هذا السياق ، سواء من خلال الدعم المباشر أو عبر التسهيلات اللوجستية. مما يجعل هذه المنطقة جزءا لايتجزاء من ذاكرة الحركة الأنصارية للحزب الشيوعي العراقي.

 كل ما سبق كان من الأسباب الرئيسية التي منعت قوات النظام الفاشي من توجية ضربة حاسمة الى السرية الخامسة. بالرغم من امتلاكها قوات كبيرة من مختلف الصنوف، من الجيش والجيش الشعبي، بالإضافة الى اعداد كبيرة من الجحوش الريكانيين والزيباريين والهركيين ، والعملاء والمتعاونين مع النظام البعثي المجرم في المنطقة.